المنهج التاريخي :-

هو الوصول إلى المبادئ والقوانين العامة عن طريق البحث في أحداث التاريخ الماضية وتحليل الحقائق المتعلقة بالمشكلات الإنسانية والقوى الاجتماعية التي شكلت الحاضر .

إذن المنهج التاريخي يفيد في التعرف على نشأة الظاهرة وبداياتها

رواد المنهج التاريخي :-

ابن خلدون , سان سيمون , أوجست كونت , فيكو

ابن خلدون لديه معلومات تاريخيه وعند قراءتنا لكتبة يوجد فيها معلومات كثيرة جدا عن نشأة الأحزاب وابن خلدون بما يتعلق بالمذهب التاريخي فقد استفاد ابن خلدون باستخدام المنهج التاريخي في دراسة المجتمعات التي أمامه وكانت بالنسبة له وقيم الدول ونشأة الدول وسقوط الدولة بالنسبة لأبن خلدون يستخدم المنهج التاريخي في تحليل الظواهر ودراسة نشأة ومعوقات بين طبائع البشر .

فقد قسم ابن خلدون المجتمع إلى ما يسمى بالمجتمع البدوي ___ والمجتمع الحضري

واختار الطبائع الخاصة بكل بيئة اجتماعية وقارن بينهما مثلا الطبائع في المجتمع البدوي وقارنها بالطبائع في المجتمع الحضري .

استفاد ابن خلدون من المنهج التاريخي بالتعرف على كيفية ونشأة الدول كذلك حدود الدول فكانت بالنسبة له الأندلس وقيام الدويلات الإسلامية في الأندلس نقاض الدول الإسلامية الأخرى كانت بالنسبة له فرصه أن يتعرف على أسبا قيام الدويلات وكيفية نشأت الدولة ومراحل نشأة الدول ثم كيفية انهيارها وسقوطها وقيام دولة أخرى على أنقاضها فلذلك استفاد ابن خلدون من المنهج التاريخي وبالنسبة للباحث الاجتماعي يعتبر التاريخ مثل المعمل بالنسبة للكيمياء والفيزياء وأبحاث التجارب العلمية فالمعمل يكون إمامة ويستخرج فيه بعض العناصر وأثر العناصر على بعضها البعض هذا المعمل .

أما في علم الاجتماع فيعتبر التاريخ كمعمل كبير يستفيد منه في التعرف على طبائع الظواهر الاجتماعية ونشأتها وآثارها وأيضا التاريخ بالنسبة لعالم الاجتماع يستفيد منه كذلك في التنبؤ بالمستقبل واستشراف المستقبل فتكون الظواهر الاجتماعية ونشأة الظواهر الاجتماعية معينه يعطي فرصة للباحث أن يتوقع في البحث الاجتماعي  ماذا ستكون من هذه الظواهر .

فالمنهج التاريخي بالنسبة لعالم الاجتماعي مهم جدا للتعرف على دراسة أو الوقوف على دراسة الظواهر الاجتماعية .

أيضا من الذين استخدموا المنهج التاريخي فيكو وسان سيمون وأوجست كونت

سان سيمون يعتبر من الذين استفادوا من المنهج التاريخي وهو مفكر فرنسي كانت له استيطان  بالكنيسة بوقته وكانت له رؤية بالنسبة لما تراه الاجتماعية من ثورة اجتماعية على المجتمعات وخصوصا في أوربا فهو استخدم المنهج التاريخي  في التعرف على بعض الآثار الاجتماعية لثورة اجتماعية على المجتمع الأوربي بما يتعلق من آثار في التفكك الأسري .

أيضا أوجست كونت استخدم المنهج التاريخي وكانت له رؤية حول مراحل التي مرت بها المجتمعات الإنسانية وهو يرى المجتمعات الإنسانية مرت بعدة المرحلة الأولى وهي المرحلة الميتافيزيقية وهي التي تفيد في تلك الفترة المجتمع أي ظاهره أمامه إلى ما وراء الطبيعة .

أيضا انتقلت من وجهة نظر كونت تحول المجتمعات البدائية إلى مرحلة ثانية وهي المرحلة الفيزيقية وهي طبيعيه .

سان سيمون استخدم المنهج التاريخي في التعرف على ما يتعلق بأثر الصناعة والثورة الصناعية على المجتمع الأوربي فهو يرى بعض الآثار المترتبة على نشوء الثورة الصناعية في المجتمع الأوربي فيما يتعلق بالأسرة  في علاقة الآباء بالأبناء وفيما يتعلق كذلك بالتفكك الأسري فاضطر الأب للخروج وترك أفراد أسرته مما أجبر المرأة للخروج للبحث عن العيش لتعول أبنائها .

فكانت النشأة الصناعية والآثار الصناعية على المجتمع الأوربي فيها نوع من الآثار السلبية كما يراها سان سيمون .

أيضا من الذين استخدموا المنهج التاريخي أوجست كونت استخدمه أن وضع مراحل الثبات التي مرت بها البشرية من وجهة نظره فالمرحلة الأولى هي المرحلة الميتافيزيقية أي ان يحال أو إن أكثر الظواهر تحال إلى ما وراء الطبيعة .

أيضا يرى أوجست كونت المرحلة الثانية من نظرت فيها البشرية هي المرحلة الدينية وهي أن يحال جميع الظواهر إلى الدين وتركز في هذا الجانب مرتبطة بالدين .

المرحلة الثالثة وهي المرحلة المرضية وفيها يرى أوجست كونت إن تفسر الظواهر إلى تجربة تخضع للتجارب .

وهذه المراحل لا تستند إلى أمور علمية وإنما إلى أمور قومية بالنسبة له فهو يريد أن يصل إلى فكرة معينه مؤداه .

فالمراحل بشكل عام ليست دقيقه تلك المراحل التي وضعها أوجست كونت لأنها ليست علمية كما ذكرنا سابقا .

لذلك لا يتفق الباحثون الاجتماعيون الذين استخدموا المنهج التاريخي في هذه الرؤية

أيضا من الذين استخدموا المنهج التاريخي فيكو ياما وهو أمريكي الأصل ياباني وألف كتاب يعتبر من الكتب التي أحدثت ضجة إعلامية وعلمية في الوقت المعاصر وإلى أن عايش فيكو ياما استخدم المنهج التاريخي إلى النموذج التي يجب على العالم أن يحتوي به حيث قسم عدة صفات مما قدمه أوجست كونت في تقسيم العالم إلى مراحل مر ت به البشرية ورأى إن المرحلة الحالية التي يجب على العالم أن يقتدي بها هو النموذج الأمريكي فلذلك كان كتابه نهاية التاريخ فكان اعتراض كثير من العلماء الاجتماعيين في هذا المجال وطبعا ألف كتاب بالإنجليزية ونشر وترك العديد من النظرات يعتبر فيكو ياما من الذين تأثروا بالنموذج الأمريكي إلا بعد غزو العراق ظهور بعض الآثار السلبية التي أعطت الوجه الأخر للنموذج الأمريكي مثل سجن ابو غريب أو سجن غوانتامو جعل فيكو يتراجع نوعا ما عن رأيه  .

لكن المنهج التاريخي استخدمه الكثير من المفكرين الاجتماعيين وهو منهج مهم جدا للتعرف على قيام ونشأة الطبائع الاجتماعية وكذلك يفيد في دراسة تأثيرات الظواهر الاجتماعية بعضها على بعض .

خلاصة هذا الكلام أن المنهج التاريخي :-  هو الوصول إلى المبادئ والقوانين العامة عن طريق البحث في أحداث التاريخ الماضية وتحليل الحقائق  المتعلقة بالمشكلات الإنسانية والقوى الاجتماعية التي شكلت الحاضر .

أي كشف ما هو غير معروف بالتعريفات التاريخية

تعريف آخر للمنهج التاريخي :- هو الدراسة المنتظمة بأحداث الماضي بمعرفة ما حدث فيه فهو ليس مجرد عملية تجميع الحقائق وتواريخ أو حتى وصفا للأحداث بل هو تفكير حيوي يمتاز بأحداث الماضي يشتمل على تلك الأحداث بهدف استعادة المميزات والشخصيات والأفكار التي أثرت فيها وبالتالي يكون أحد أهداف البحث التاريخي هو نشر وفهم أحداث الماضي .

ومن التخصصات التي تعتبر كثيرة ومؤثره في المجتمعات الإنسانية  هو تخصص التاريخ وتخصص علم الاجتماع أحيانا بعض الكتب التي  تصدر للمتخصصين في علم الاجتماع قد تحدث هزات اجتماعية كبيره جدا كذلك الحال بالنسبة للتاريخ فالتاريخ ليس سد الماضي وليس معرفة الأحداث الماضية وإنما محاولة ترتيب كثير من الأحداث الحالية بناء على معرفة التاريخ .

أهمية البحث التاريخي :-

يمكن إيجاز أهمية البحث التاريخي فيما يلي :-

1 -الكشف عن ما هو غير معروف نقصد بذلك الأحداث التاريخية التي لم تسجل

2 -الإجابة على الأسئلة الخاصة بالأحداث الماضي

3 -توضيح العلاقة بين الماضي والحاضر لأن معرفة الماضي يمكن ان تقدم موضوعا أفضل في أحداث الحاضر

4 -تسجيل وتقييم انجازات الأفراد والمنظمات والمؤسسات

عندما نتحدث عن بعض الأحداث التاريخية نجد هناك انفصال لكثير من الأحداث التاريخية مثل أحداث الدولة العباسية وهي كثيرة جدا وعاصرت العصور ولذلك كتبوا فيها أما الدولة الأموية مثلا نجد الكتابة فيها قليلة وعندما نشأت الدولة العباسية حاولت ان تخفي الأحداث الأموية .

أيضا الإجابة على الأسئلة الخاصة بأحداث الماضي هناك أحداث معينه قد نفسرها تفسيرات بشكل نستغربها مثل قضية القبلية بطبيعة الحال في المجتمع البدوي وهو مجتمع مغلق لا يعرف الحضارة وفجأة جاءتهم الحضارة والمدنية في قضية نقل الأخبار من خلال برقيه فالمنهج التاريخي يساعد على كيفية ردود فعل الناس مع ظهور أو دخول بعض التقنيات الحديثة .

بعضهم في عهد الملك عبدالعزيز رفض هذه التقنية لأنهم يعرفون حوادث كثيرة عن الجن وما إلى ذلك فهم يرون أمامهم ظاهرة معينه وأصوات معينه أو شارات معينه لا يعرفون إلا أنها من الجن فيقولون كيف نستخدم تاريخ الجن فعند ذلك نستطيع الإجابة على كثير من الأسئلة الخاصة بأحداث الماضي .

أيضا الموقف في عهد الملك فيصل في قضية تعليم الفتاة وبعض المدن والقرى نجد أنها كانت لها ردة فعل من تعليم المرأة هم بذلك بواقعنا الحالي قد تكون من المخطأين لكن نفهم المنهج التاريخي وندرس واقعه الاجتماعي وعندنا المرأة دائما موجودة في البيت وصعب جدا خروجها من البيت ووجود مكان تذهب إليه هذا سوف يكون لها مصادر تلقي غير الأسرة فلذلك كانت بالنسبة لهم ردة الفعل اجتماعية بواقع خلاف من واقع علم الاجتماع نستطيع استخدام المنهج التاريخي في تفهم الظروف الاجتماعية التي كانوا يعيشون فيها وربطهم في مثل هذه الأهداف .

أيضا من العادات والتقاليد قد تكون الآن استخدمناها استخداما نتشدد فيها وهي قد نشأت  في ظل ظروف اجتماعيه وتاريخيه معينه فتفهم استخدام المنهج التاريخي التي نشأت فيها مثل هذه العادات والتقاليد تجعلنا كمتخصصين في علم الاجتماع نتفهم الظروف الاجتماعية وأيضا نتفهم ردود الفعل فمثلا الآن يلبسون في البادية البرقع حتى أمام أزواجهم  في المنزل وعندما يشاهدها ابنها بهذا الشكل فعندما يأتي والده للمنزل يقول الابن لوالدته البسي البرقع قد يصل الحال إلى هذا الشيء.

المنهج التاريخي يجعلنا نتفهم الظروف الاجتماعية التي نشأت فيها الظاهرة أو كثير من العادات والتقاليد بالنسبة لواقعنا الاجتماعي أحيانا يتمسك بالعادات وينسى أنها نشأت في ظل ظروف اجتماعيه أو أمنيه أو بيئيه معينه .

فالمنهج يساعدنا بالإجابة على تلك الأسئلة الخاصة بأحداث الماضي  .

أيضا بما يتعلق بتوضيح العلاقة بين الحاضر والماضي قد تكون هناك بعض القضايا المتعلقة بالحاضر لها ارتباط بالماضي بشكل عام لا يراها الرجل العادي لكن عندما يستخدم المنهج التاريخي قد تستفيد في معرفة الكثير من العلاقات أو طبيعة العلاقات في ظل استخدام المنهج التاريخي .

مثلا : لماذا نجحت أفكار الإمام ابن تيمية في نجد ولم تنجح في الشام ؟ قد يكون الطبيعة الاجتماعية  في مدينة نجد وانعزالها وانغلاقها ما يساهم على تقبل وتبني أفكار الإمام ابن تيمية مقارنه بالوضع الاجتماعي الذي كان فيه ابن تيمية في وقته بالشام فالشام طبعا بلد مفتوح وعموما البلد يقع على انهار وبحار ولذلك لم تنجح الأفكار ابن تيمية فيه والتي كانت تدعوا إلى عدم تقليد الآخرين وعليه كانت مقبولة في مجتمع نجد أكثر مما هي مقبولة في الشام .

أيضا المنهج التاريخي يساعدنا في ما يتعلق بتسجيل وتقييم انجازات الآخرين والأفراد والمنظمات والمؤسسات مثل أن نسمع بعض المؤسسات انهارت وغير ذلك .

أيـضا يسـاعد على فـهم الخــصاصة التي نعيش عندها بعـض العادات والتقـاليد التي نـمـارسها ما نستطيع أن نفهمها إلا من خلال بعض من التاريخ فيما يتعلق بالظواهر الاجتماعية مثلا العباءة السوداء يمارسونها بشكل عام ويتمسكون بها فهم لبسوا العباءة السوداء ولم يلبسوا الألوان الأخرى لما يرونه بهذا اللون من الستر وعدم تواجد طبقات ألوان من هذا اللون فاتحه وغامقة والجانب الأخر فيما يتعلق بعائشة رضي الله عنها لما مدحت نساء الأنصار قالت كأنهن غربان ونزلت بها آية الحجاب فهذا اللون غير ملفت للنظر قد تكون العباءة السوداء نشأتها اجتماعيه وأحيانا دينيه وقد يكون لباسها من باب الستر من باب حرص المرأة على نسفها ,

وإذا كانت العادة مرتبطة بالناحية الدينية صعب جدا أن يتخلى عنها المجتمع أما إذا كانت عاده فقط وليست مرتبطة بالناحية الدينية فسهل أن يتخلى عنها المجتمع

من العادات أيضا عدم مؤاكلة الزوج والزوجة فمؤاكلة الزوج زوجته يعتبر عيب كبير كان بالسابق من باب أن الرجل يفرح عندما يأتيه ضيف ويأكل معه وعندما يأتي الضيف ويجد الرجل يؤاكل زوجته فيعتبره إهانة له أي اهانة للضيف فمن باب إكرام الضيف عدم مؤاكلة الزوج زوجته  يعتبره الضيف أو الناس أو المجتمع تهرب من استقبال الضيف وأساس نشأة هذه العادة من المنهج التاريخي وتؤدي هذه العادة ضررا كبيرا سواء اجتماعي أو حتى بالتماسك الاجتماعي فيما بين الناس .

فمثلا الرجل الذي لا يؤاكل أمه أو زوجته أصبح يرى مثلا والده أو جده لا يؤاكل جدته فهو يعتقد ان هذه عادة شريفه من باب إكرام الرجل واهانة المرأة فالحقيقة مثل هذه العادات لا تؤدي دورا اجتماعيا في المجتمع فتخلى المجتمع عن تلك العادة بحكم أنه تواجد أمور مثل المطاعم والفنادق في ظل ظروف معينه او تاريخيه وجدت هذه العادة واستخدمت أيضا كأن يقول الرجل للمرأة هيش ويا بقره وغير ذلك وكانت تتجاوب معه .

أي أن هناك عادات نشأت في ظل ظروف تاريخيه معينه تؤدي دور اجتماعي ثم بعد ذلك زالت الظروف وأصبحوا يتمسكون بالقشور وتركوا لبها .