الجمعة، 23 ديسمبر 2016

منهج دراسة الحالة :



    تعريفه :
يطلق عليه بالفرنسية " المنهج المونوجرافي " وتعني وصف موضوع مفرد، ويقصد بها علماء الاجتماع الفرنسيون القيام بدراسة وحدة كالأسرة، القبيلة أو المصنع دراسة مفصلة مستفيضة للكشف عن جوانبها المتعددة والوصول إلى تعميمات تنطبق على غيرها من الوحدات المتشابهة دراسة الحالة
دراسة الحالة :
تعنى جمع وعرض بيانات مفصلة عن مبحوث أو مجموعة صغيرة من المبحوثين تتضمن عادة سرداً للمبحوثين أنفسهم ,
= باعتبارها إحدى وسائل البحث النوعي تركز دراسة الحالة على الفرد أو مجموعة صغيرة من المبحوثين، ثم الحصول على استنتاجات عن ذلك الفرد أو الجماعة في ذلك الإطار المحدد
= في دراسة الحالة يسعى الباحث إلى اكتشاف حقيقة عامة وكونية، كما لا ينظر في علاقات السبب والنتيجة وإنما يركز على الاستكشاف والوصف .
= دراسة الحالة أقدم أشكال وسائل جمع البيانات، ويرجع الفضل إلى علم الاجتماع والانثرويولوجيا في صياغة وتشكيل المفهوم كما نعرفه اليوم . لكن دراسة الحالة طريقة مستخدمة بواسطة العديد من المجالات الأخرى مثل الطب ، الخدمة الاجتماعية، والتاريخ  .       = تعنى دراسة الحالة بالتداخل بين كل المتغيرات من أجل الحصول على فهم للموقف قدر الإمكان. هذا النوع من الفهم الشامل يتم الوصول إليه عن طريق عملية تعرف بالوصف المكثف وتتضمن وصفاً معمقاً للحالة المدروسة. ويشتمل الوصف المكثف على تفسير معاني البيانات الديموغرافية والوصفية مثل المعايير والقيم الثقافية ، قيم المجتمع والاتجاهات . والدوافع المتأصلة فيه .
= على نقيض وسائل جمع البيانات الكمية التي تركز على الأسئلة الكمية نجد أن دراسة الحالة هي الإستراتيجية المفضلة عند طرح أسئلة من نوع كيف ولماذا . كما أنها وسيلة مفضلة أيضاً عندما لا يكون للباحث سيطرة على الموقف المدروس أو عندما يكون لديه اهتمام بالحياة الواقعية للإطار المدروس . كما أن من أهداف دراسة الحالة تقديم متغيرات جديدة وأسئلة للبحث حول الموقف المحدد.
أنواع دراسة الحالة :
 هنالك عدة أنواع من دراسة الحالة وعلى الباحث أن يختار منها ما يتناسب مع أهدافه وموضوع دراسته .
1 - دراسة الحالة التوضيحية :
         هذه دراسة وصفية في الأساس وتهدف إلى التعريف بالموقف المحدد .
2 - دراسة الحالة الاستكشافية :
         هذه دراسات مكثفة تجرى قبل تنفيذ مشاريع البحث الكبرى . هدفها الأساسي هو المساعدة في تحديد أسئلة البحث ومقاييسه . من سلبيات هذه الطريقة أن النتائج الأولية قد تبدو مقنعة ثم تنشر كاستنتاجات نهائية .
3 - دراسة الحالة التراكمية :
         تهدف هذه الطريقة لمراكمة بيانات جمعت من مواقع مختلفة وفي أوقات مختلفة . الفكرة الأساسية وراء هذه الطريقة هي أن جمع الدراسات السابقة يسمح بتعميمات أوسع بدون تكاليف دراسات جديدة قد تكون مجرد إعادة للدراسات السابقة .
4 - دراسة الحالة النقدية :
         تهتم هذه الطريقة بدراسة حالة واحدة في موقف واحد أو عدة مواقف دون الاهتمام بالوصول إلى تعميمات محددة . وهي مفيدة في دراسة الأسباب والنتائج .
الأطر النظرية  :
   في دراسة الحالة يحتاج الباحث إلى توضيح الأسئلة التي يود استكشافها والإطار النظري الذي سيتناول من خلاله الحالة .
 هنالك ثلاثة أنواع من الأطر النظرية هي الأكثر استخداماً وهي :
1 - النظريات الفردية : هذه تركز بشكل أساسي على تطور الفرد من حيث الإدراك ، السلوك، التعليم ، التفاعل وما إلى ذلك من الخصائص الفردية .
2 - النظريات التنظيمية : هذه تركز على تنظيم العمل ، المؤسسات ، البناء التنظيمي والوظائف التنظيمية .
3 -النظريات الاجتماعية : وهذه تركز على النمو الحضري ، سلوك الجماعات ، المؤسسات الاجتماعية والثقافية .


تصميم دراسة الحالة  :
         بعد اختيار الإطار النظري يمكن للباحث أن يبدأ في تصميم دراسة الحالة . وتصميم " البحث عامة" كما هو معروف يتناول مجموعة من القضايا أهمها  :
1 -نوع أسئلة البحث .
2 -البيانات المناسبة .
3 -البيانات التي ستجمع .
4 -كيفية تحليل تلك البيانات .
       ونسبة لتعدد مواضيع دراسة الحالة فإنه من الصعب تحديد طريقة معينة لتصميم دراسة الحالة . لكن هناك مكونات أساسية لابد من أن يشتمل عليها التصميم الذي سيضعه الباحث لدراسة الموضوع المعين وهي  :
1 -أسئلة البحث .
2 -قضايا البحث .
3 - وحدة التحليل .
4 -المنطق الذي يربط البيانات بقضايا البحث .
5 -المعيار لتفسير النتائج .
بالإضافة إلى المكونات أعلاه على الباحث أن يوضح ما يلي :
1 -الإطار النظري .
2 -أهداف الدراسة .
3 -موضع أو مواضيع الدراسة .
4 -المسائل المناسبة لجمع البيانات .
5 -مكونات التقرير النهائي .
إجراء دراسة الحالة :
للحصول على أفضل تصور عن المبحوث يتبع باحثو دراسة الحالة عدداً من المداخل والطرق نناقشها فيما يلي :
وسيلة أو أكثر  :
          يستخدم باحثو دراسة الحالة مجموعة من الوسائل تشمل ، المقابلات الدراسية الميدانية ، الملاحظة بالمشاركة ويمكن استخدام أي من هذه الوسائل أو أكثر من وسيلة في آن واحد .
اختيار المبحوثين :
         دراسة الحالة يمكن أن تدرس فرداً واحداً أو مجموعة صغيرة من المبحوثين، يبدأ الباحث عادة بتاريخ الحالة وهي مرحلة ضرورية لتزويد الباحث بالتاريخ الشخصي للمبحوثين، وتتضح أهمية التاريخ الشخصي للمبحوثين في مرحلة لاحقة عندما يبدأ الباحث في تحليل البيانات واستخلاص النتائج .

جمع البيانات :
         هناك ستة أنواع من البيانات تجمع في دراسة الحالة :
1 -الوثائق .
2 - سجلات الأرشيف .
3 -المقابلات .
4 -الملاحظة المباشرة .
5 -الملاحظة بالمشاركة .
6 -المنتجات الفنية .
         ومن أجل أن تكون دراسة الحالة أكثر صحة ومصداقية فإنه يفضل اتخاذ مصادر متعددة للبيانات أي عدم الاعتماد على مصدر واحد .
تحليل البيانات  :
         لتحليل البيانات نجد أن هنالك سبعة أطر لتنظيم وعرض المعلومات  :
1-  دور المبحوث  .
2 -تحليل شبكات التبادل الرسمي وغير الرسمي بين المجموعات  .
3 -الإطار التاريخي  .
4 -الإطار المفهومي  .
5  -الموارد  .
6 -الطقوس والرموز .
7 -الأحداث الحرجة التي تحدث أو إعادة تأكيد المعتقدات ، الممارسات والقيم الأساسية
لهذه الأطر هدفان :
الأول البحث عن نموذج ضمن البيانات،
والثاني هو البحث عن نماذج تعطي معنى لدراسة الحالة .
كتابة تقرير دراسة الحالة :
         تقرير دراسة الحالة في أغلب الأحيان عبارة عن قصة تقدم تفصيلاً سردياً ومتماسكاً للأحداث الواقعية ، فالتقرير له مسرح ، شرح ، شخصيات، وأحياناً حوار .
         بصورة عامة تكون تقارير دراسة الحالة وصفية جداً وتتضمن توضيح الموقف النظري للباحث، كيف قادت تلك النظريات البحث وأسئلته ، خلفيات المبحوثين ، عملية جمع البيانات ، والربط بين البيانات والاستنتاجات التي تم التوصل إليها .





 نقاط قوة وضعف دراسة الحالة :
نقاط الـقـوة   :
1 -المرونة :
         دراسة الحالة تتميز بمرونة ظاهرة عند مقارنتها بوسائل جمع المعلومات الأخرى . ولأنها تركز على الاستكشاف أكثر من الإدراك والتنبؤ فإن الباحث يتمتع بحرية نسبية لاكتشاف القضايا كما تبدو في الواقع .  إضافة إلى ذلك، فإن مرونة تصميم دراسة الحالة تتيح للباحث حرية كبيرة في طرح أسئلة البحث و توسيع مداها .
2 -التأكيد على السياق :
         لأن دراسة الحالة تركز على فهم موضوع واحد،  فقد تخصصت دراسات الحالة في "البيانات العميقة" و"الوصف المكثف " المبنى على سياقات محددة مما يضفي على نتائج البحث وجهاً أكثر إنسانية .
نقاط الضعف  :
1 -الذاتية المتأصلة والناتجة عن التفسير الذاتي للبيانات .
2 -النتائج لا يمكن تعميمها ، ومصداقيتها يصعب اختبارها ونادراً ما تقدم دراسة الحالة مقترحات لحل المشاكل .
3 -التكلفة العالية .
4 -الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بخلفيات الباحثين ، تمويل دراسات الحالة وعدم الالتزام بتصميم الدراسة وجمع بيانات  خارج نطاق اهتمام الدراسة .
 المنهج التجريبي:
1 -التصميم التجريبي الحقيقي : ويتميز باستخدام المجموعات المحددة عشوائياً .
2 -التصميم شبه التجريبي : ويتميز بتعدد المجموعات أو تعدد مرات القياس دون التحديد العشوائي للمجموعات .
3 -التصميم غير التجريبي : ولا يستخدم مجموعات أو قياسات .
أولاً : التصميم التجريبي  :
         وهو أكثر أنواع التصميم صرامة ودقة . وإذا أمكن تنفيذ التصميم التجريبي بدقة - وهذا ليس بالأمر السهل - تكون التجربة هي التصميم الأفضل بالنسبة لمسألة الصدق الداخلي وذلك لأن الصدق الداخلي هو المركز بالنسبة لأدلة السبب والنتيجة .
         إذا كنت ترغب في دراسة عن ما إذا كان برنامجاً أو معالجة ما تحدث بعض النتائج والآثار تكون مهتماً بالحصول على صدق داخلي عال . أنت تود اختبار الفرضية:
         إذا كان X إذن y
         بمعنى آخر :
         إذا نفذ البرنامج تحدث النتيجة .
         لكن هذا ليس كافياً لأنه قد تكون هنالك أسباب أخرى غير البرنامج هي التي أحدثت النتيجة أو الأثر . لتوضيح العلاقة السببية الحقيقية يجب أن ندرس فرضيتين في آن واحد :
         إذا كان X إذن y
         إذا لم يكن X لن تكون y .
         أو بمعنى آخر :
         إذا نفذ البرنامج تحدث النتيجة .
         وإذا لم ينفذ البرنامج لن تحدث النتيجة .
         إذا استطعت تقديم الدليل على كلتا الفرضيتين تكون قد تمكنت من عزل البرنامج من أي أثر آخر من المحتمل أن يكون سبباً للنتيجة،  وتكون قد أوضحت إنه في حالة وجود البرنامج توجد النتيجة وفي حالة غيابه لا توجد نتيجة، هذا دليل على الفعالية السببية للبرنامج .
         علينا أن نفكر في كل هذا على أنه مفترق طرق . وإذا قمنا فى أحد المسارات  بتنفيذ البرنامج وملاحظة النتائج، في المسار الآخر لم ينفذ البرنامج ولم تحدث النتائج . ويكون السؤال كيف يمكن لنا أن نأخذ مساري الطريق في آن واحد ؟ كيف يمكن أن نكون في مكانين في نفس الوقت ؟
         ما نريده هو أن تتوفر لنا نفس الظروف - نفس الناس - الإطار - الزمن وما إلى ذلك ثم نرى أثر البرنامج في حالتي تنفيذه وعدم تنفيذه .
         من البداهة أنه لا يمكن تحقيق هذا الوضع الافتراضي أبداً . فإذا نفذنا البرنامج في مجموعة من الناس لا يمكننا في نفس الوقت أن نكون في وضع أننا لا ننفذه . كيف يمكن الخروج من هذا المأزق ؟
         ربما نحتاج إلى التفكير في هذه المشكلة بطريقة مختلفة . ماذا لو تمكنا من إيجاد مجموعتين متشابهتين أو إطارين متشابهين إلى أقصى درجة .
         إذا وثقنا من أن الموقفين يمكن  مقارنتهما يمكننا تنفيذ البرنامج في أحدهما ونقوم بملاحظة النتائج ولا ننفذه في الموقف الآخر، وفي هذه الحالة لن ننتظر نتيجة طبعاً . وبذلك يمكننا أخذ مساري الطريق في آن واحد .
         هذا هو بالضبط ما يسعى البحث التجريبي إلى تحقيقه، ففي أكثر أنواع التجارب بساطة نقوم بإيجاد مجموعتين متساويتين . المجموعة الأولى - المجموعة التجريبية - وننفذ فيها البرنامج أو المعالجة . المجموعة الثانية تعرف بمجموعة المقارنة أو المجموعة الضابطة ولا ينفذ فيها البرنامج .
         المجموعتان تعاملان معاملة واحدة في كل الجوانب الأخرى . فهما يتكونان من نفس الناس، الذين يعيشون في ظروف مشابهة ولهم نفس الخلفيات وما إلى ذلك .
         إذا لاحظنا اختلافاً في النتائج عندما نقارن بين المجموعتين يكون سبب هذا الاختلاف هو الاختلاف الأوحد بين المجموعتين وهو أن إحداهما قد نفذ فيها البرنامج "المعالجة" ولم ينفذ في الأخرى .
كيفية إيجاد المجموعات المتساوية  :
         الطريقة المتبعة في البحوث التجريبية هي تقسيم الناس إلى مجموعتين عشوائياً لتكون إحداهما هي المجموعة التجريبية والأخرى هي المجوعة الضابطة
         مفتاح نجاح التجربة هو التحديد العشوائي . وحتى عندما نتبع ذلك التحديد العشوائي للمجموعات لا نتوقع أن تكون المجموعات متساوية أو متشابهة تماماً . هنا نعتمد على الاحتمالات ونقول أن المجموعات متساوية في إطار معروف من الاحتمال .
         عليه إذا استطعنا اختيار وتحديد المجموعتين بدرجة التشابه والتساوي المطلوبة يمكننا أن نعتبر أن التجربة ذات مصداقية داخلية عالية ويكون بإمكاننا تقييم أثر البرنامج من حيث النتائج التي أحدثها .
مهددات التصميم التجريبي  :
         هنالك العديد من المخاطر التي تهدد تصميم التجارب وتصميم البحوث التجريبية .
منها مثلاً :
1 -عدم توفر العدد الكافي من العينة .
2 -الانسحاب أثناء التجربة .
3 -بعض أفراد فريق البحث قد يفضل إدخال بعض الناس لأسباب مختلفة ضمن المجموعة التجريبية أو العكس .
         النقطة الجوهرية هنا هي أنه من الصعوبة بمكان القيام بالتصميم التجريبي في الواقع الحقيقي. لذلك فإن التجربة تحدث في وضع مصطنع حتى نتمكن من تقييم العلاقات السببية بأعلى درجة من الصدق الداخلي .
         التصميم التجريبي هو في نفسه موضوع بالغ التعقيد. وما عرضناه هنا هو أبسط أنواع التصميم التجريبي لكن هنالك العديد من أنواع التصميم التجريبي تختلف باختلاف الأهداف والمشاكل التي تسعي لحلها ويرى العديد من المختصين أن التصميم التجريبي لا يناسب إلا نسبة ضئيلة من البحث الاجتماعي .

ليست هناك تعليقات:

رياضة عالمية

الحدث

المطبخ

الصحة والرشاقة

الدولي

أنت و طفلك

علوم و تكنولوجيا

المشاركات الشائعة